يمكننا ان نعرفه ببساطة بأنه الخلل في طريقة تفسير وادراك المواقف الحياتية المختلفة والمشاعر المصاحبة والسلوك بمعنى ان الفرد يضطرب اتزانه في الحكم على الامور بمعيار يمنحه الرضا عن نفسه وعن علاقته بالاخرين ، ويُقاس هذا الخلل بمدى تعطل جوانب حياة الفرد المختلفة بمعنى يتوقف في جانب ما او اكثر من جوانب ، مثلا تتعدد علاقاته الزوجية الفاشلة ،او حتى يخطب عدة مرات وتنتهي ارتباطاته بالفشل .او ينتقل من وظيفة لاخرى عند اي ضغوط وظيفية بسيطة ، او ينفصل عن علاقاته الاجتماعية وتاخذ جميعها العلاقة السطحيةوليس لديه اصدقاء حقيقيين قريبين منه او تضطرب علاقات مع عائلته وهذا غالبا وينفصل عنهم تماما دون اسباب حقيقية او مشكلات كبيرة واقعية .
اضطراب الشخصية ليس باتهام او شتيمة انه وصف لشخصية اضطرب اداؤها واختل توازنها فأصبحت مسمومة تسمم ذاتها وتسمم حياة الآخرين والاخطر من هذا غياب الوعي بوجود مشكلة حقيقية تستدعي العلاج والمشورة .
ويجب علينا ان ننتبه ان اضطراب الشخصية تتفاوت فيه رغبة الفرد في التغيير من اضطراب لاخر ، فأغلب مضطربي الشخصية يتجهون للعلاج بسبب العرقلة في شؤون حياتهم فيما عدا بعض الاضطرابات الخطيرة مثل : النرجسية والسيكوباتية ذلك لانهم لايملكون الضمير الداخلي لمراجعة ذواتهم ومحاسبتها ، مع غياب تام للتعاطف وفهم التاثيرات المؤلمة العاطفية لتصرفاتهم والفاظهم وعلاقتهم بالآخرين
فلك ان تتخيل انك في علاقة مع شخص يرى نفسه منزها من اي عيب لايقبل الحوار ولا الاختلاف في الرأي يضعك دوما موضع الانتقاص والخطا وقلة القيمة لايرضى مهما فعلت حتى لو اشعلت اصابعك العشرة واشعلت معها اصابع قدميك واصابع الآخرين من حولك .. شخص يجعلك تعيش معه في رعب عاطفي مستمر خشية غضبه وعقابه وتسلطه واذلاله
لو كان في محيطك احدهم من هذا النمط ..فاحذر وترقب واستشر متخصصا فانت تتعايش مع شخصية مضطربة ليس مطلوب منك الانفصال التام عنها الا في حالات محددة وبعد تشخيص مختص .. ولكن الممطلوب منك ان تدرك ان المك النفسي واكتئابك وقلقك وانهيارك العصبي ونوبات هلعك او اضطرابات اكلك قد يكون نتيجة ابتلاعك لطعم هذا الاضطراب وهذا يعني ان ماتعانيه من الم واختلال وظيفي في حياتك مرتبط بطريقة ما باختلال آخرين ..ولجوءك للعلاج والمساعدة هو الطريق الملكي لفهم اختلال حياتك وفهم من حولك وفهم اختلال علاقاتك ودليلا على تحملك مسؤولية التغيير والارادة والشجاعة .
أماني الجبرتي