تعد الصدمات النفسية تجارب مؤلمة تؤثر على الشخص نفسيًّا وعاطفيًّا بشكل كبير، فهي تسبب ردود فعل نفسية قوية، مثل: الصدمة والقلق والاكتئاب، وغالبًا ما تكون نتيجة لتعرض الشخص لتجارب مأساوية، مثل: الحوادث الخطيرة أو فقدان أحد الأحباء، وفيما يلي نستعرض تأثير الصدمات النفسية عبر السطور التالية.
أنواع الصدمات النفسية
هناك مجموعة من الأنواع الشائعة للصدمات النفسية، والتي من المهم التعرف عليها لفهم التأثيرات النفسية وتوجيه الدعم اللازم للأفراد المتأثرين، وهي كما يلي:
- الصدمة الناتجة عن الحوادث، وتتعلق هذه الصدمة بتعرض الشخص لحوادث مؤلمة، مثل: حوادث السيارات، أو الكوارث الطبيعية، أو الهجمات الإرهابية.
- الصدمة الناتجة عن العنف، وتشمل الصدمات النفسية التي تحدث نتيجة للعنف الجسدي أو العاطفي أو الجنسي.
- والصدمة الناتجة عن فقدان أحباء، ويشمل هذا النوع من الصدمات فقدان الأحباء سواء بسبب الوفاة أو الانفصال.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وهو نوع من الصدمات النفسية الذي ينشأ نتيجة تعرض الشخص لحدث مروع، ويظهر بشكل متكرر عبر الذكريات المؤلمة والأحلام المزعجة.
- الصدمات الناتجة عن الاضطهاد أو التمييز، حيث يتعرض الأفراد لصدمات نفسية عند تعرضهم للاضطهاد أو التمييز بسبب عوامل، مثل: العرق، أو الدين، أو الجنس، أو التوجه الجنسي.
ما هو تأثير الصدمات النفسية على الصحة العقلية؟
الصدمات النفسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية للأفراد، وقد تظهر تأثيرات سلبية متعددة، منها ما يلي:
- الاكتئاب، فقد يعاني الأشخاص الذين يتعرضون لصدمات نفسية من حالات اكتئاب، حيث يشعرون بالحزن الشديد وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تجلب لهم الفرح.
- القلق والهلع، فقد تزيد الصدمات النفسية من مستويات القلق والهلع لدى الأفراد، وقد يصاحب ذلك شعور بالهم والتوتر العصبي.
- اضطرابات النوم، فالصدمات النفسية قد تؤثر على نوعية النوم للأفراد، مما يمكن أن يؤدي إلى الأرق والأحلام المزعجة.
- اضطرابات الشهية، فقد يعاني الأشخاص المتعرضون لصدمات نفسية من اضطرابات في الشهية، مثل: فقدان الشهية أو الشهية المفرطة.
- التفكير السلبي، وقد يزيد الضغط النفسي الناتج عن الصدمات من التفكير السلبي والشعور باليأس والعجز.
- اضطرابات ما بعد الصدمة، حيث يمكن أن تتطور التأثيرات النفسية للصدمات إلى اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، وهذه الحالة تتطلب عناية خاصة ودعم متخصص.
كيفية التعامل مع الصدمات النفسية
عند التعامل مع الصدمات النفسية، يمكن اتباع بعض الخطوات للمساعدة في التغلب على تأثيرها وتعزيز الشفاء النفسي، وتكون كما يلي:
التحدث مع شخص موثوق به
يمكن أن يكون التحدث مع شخص مقرب أو موثوق به عن تجربتك ومشاعرك نافذة للتخفيف من الضغط النفسي.
البقاء متصلًا بالمشاعر الإيجابية
حافظ على اتصالك بالأنشطة التي تجلب لك الراحة والسعادة، مثل: ممارسة الرياضة، والرسم، والاستماع للموسيقى، إلخ.
البحث عن الدعم النفسي المهني
تحدث مع أخصائي نفسي أو مستشار نفسي للحصول على الدعم والإرشاد اللازم للتعافي.
ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل
تعلم تقنيات التنفس العميق والتأمل يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتقليل التوتر النفسي.
العناية بالنوم والتغذية السليمة
حافظ على نمط نوم مستقر وتناول طعام صحي يساعد على تعزيز الصحة العقلية.
الحرص على الحد من التوتر
قم بممارسة تقنيات إدارة الضغط، مثل: اليوجا أو التمارين الرياضية للحد من التوتر والقلق.
السماح للنفس بالتعبير عن مشاعرها
لا تكبت مشاعرك وعواطفك، بل حاول التعبير عنها بطريقة صحية ومفيدة.
يجب على الأفراد البحث عن المساعدة المناسبة من متخصصين في الصحة النفسية، وعدم التردد في طلب الدعم من العائلة والأصدقاء، فعن طريق الجهد المستمر والمساعدة اللازمة، يمكن للأفراد تجاوز الصدمات النفسية والعودة إلى حياة طبيعية وصحية نفسية أفضل.